القائمة الرئيسية

الصفحات

الشكر 

أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل، وهو عرفان النعمة من المنعم، وحمده عليها، واستعمالها في مرضاته، وهو من صفات الخلق النبيل وسمات الطيبة والتواضع، ومن موجبات ازدياد النعم واستدامتها. 
والشكر واجب مقدس لمن يتفضل علينا من المخلوقين، فكيف هو واجبنا تجاه الخالق المنعم، الذي لا تحصى نعماؤه ومن لايشكر الخلق لايشكر الله، وعلينا ان تعلم أن الله غني عن شكرنا، لكن هذا الشكر يعود أجره لنا، لاعترافنا بنعم الله الإلهية. واستعمالها في طاعته ورضاه، وفي ذلك سعادتنا وازدهار حياتها. 




لذلك دعت الشريعة الإسلامية إلى التخلق بالشكر، والتحلي به في الكتاب والسنة:
قال تعالى: ( فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون ) (البقرة: ١٥٢)
وقال عز وجل: ( كلوا من رزق ريكم واشكروا له ) (سبأ: ١٥) 

وقال تعالى: ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذاب لشديد ) (إبراهيم: ٧)
وقال تعالى: ( وقليل من عبادى الشكور ) (سبا: ۱۳)

وقال رسول الله (ص):
«الطاعم الشاكر له من الأجر، كأجر الصائم المحتسب، والمعافي الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع».
وعنه – (صل الله عليه وسلم )قوله:
(أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل حفة؛ فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له؛ فأدخله الجنة ).
 لذا وجب شكر الله على كل نعمة بأن نحمد الله عز وجل عليها. 
كما وجب شكر الله حين ترى من ابتلاه الله، قال الإمام الباقر (عليه السلام): «تقول ثلاث مرات إذا نظرت الى المبتلي من غير أن تسمعه: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به، ولو شاء فعل. قال: من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا». 
وإن إكرام الله تعالى الناس بالنعم هو ابتلاء يستوجب الشكر والطاعة قال تعالى: ( فأما الانسن إذا ما أبتله ربه, فأكرمه, ونعمه, فيقول ربي أكرمن ) (الفجر: 15).

فالبلاء : الاختبار بالخير ليتبين الشكر، وبالشر ليظهر الصبر.


أقسام الشكر:
ينقسم الشكر على ثلاثة أقسام: شكر القلب، وشكر اللسان، وشكر الجوارح. ذلك أنه متى امتلأت نفس الإنسان وعيا وإدراكا بعظم نعم الله تعالى، وجزيل آلائه عليه، فاضت على اللسان بالحمد والشكر للمنعم الوهاب. 
ومتي تجاوبت النفس واللسان بالشكر، تأثرت به الجوارح، فأصبحت تعرب عن شكرها الله (عز وجل) بانقيادها واستجابتها لطاعته . 

من أجل ذلك اختلفت صور الشكر، وتنوعت أساليبه: 
1 - فشكر القلب: هو تصور النعمة، وأنها من الله تعالى. 
2 - وشكر اللسان: حمد المنعم والثناء عليه. 
3 - وشكر الجوارح: بالتذلل والخضوع الله المنعم العظيم الذي تفضل على المخلوقات كلها وقسم أرزاقها، وبهذا الشكر يزداد الإنسان قربا إلى الله تعالى فلا يفرح بالدنيا و مافيها من عطايا.
وشكر الجوارح يكون في إعمالها في طاعة الله، والتحرج بها عن معاصيه: كاستعمال العين في مجالات التبصر والاعتبار، وغضها عن المحارم، واستعمال اللسان في حسن المقال، وتعففه عن الفحش، والبذاء، واستعمال اليد في المآرب المباحة، وكفها عن الأذى والشرور. 
وهكذا يجدر الشكر على كل نعمة من نعم الله تعالى، بما يلائمها. 

من صور الشكر ومظاهره :

  1. فشكر المال: إنفاقه في سبيل طاعة الله ومرضاته.
  2. وشكر العلم: نشره وإذاعة مفاهيمه النافعة.
  3. وشكر الجاه: مناصرة الضعفاء والمضطهدين، وانقاذهم من ظلاماتهم.  

كيف نتحلى بالشكر :؟

  1. التفكر فيما أغدقه الله على عباده من صنوف النعم، وألوان الرعاية واللطف. 
  2. ترك التطلع إلى المترفين والمنتمين في وسائل العيش، وزخارف الحياة، والنظر إلى البؤساء والمعوزين، ومن هو دون الناظر في مستوى الحياة والمعاش. 
  3. تذكر الانسان الأمراض، والشدائد التي أنجاه الله منها بلطفه، فأبدله بالسقم صحة، وبالشدة رخاء وأمناً.
  4. التأمل في محاسن الشكر، وجميل آثاره في زيادة المنعم، وازدياد نعمه، وآلائه، وفي مساوئ كفران النعم واقتضائه مقت المنعم وزوال نعمه. 
انتهى الموضوع ...

تعليقات

التنقل السريع