لعن الله المتشبهات بالرجال والمتشبهين بالنساء
الإنسان في نظر الإسلام كائن سبق تكريمه عملية إيجاده وخلقه وذلك عندما أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة، قال تعالى:
{ وإذ قال ربك الملئكة إني جاعل في الأرض خليفة } (البقرة/30)
وقد لازمه هذا التكريم الإلهي في عملية الخلق إذ خلقه الله، فقال تعالى:
{ ولقد كرمنا بني ادم وحملنهم في البر والبحر ورزقنهم من الطيبنت وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } (الاسراء / ۷۰)
واستمر هذا اللطف الرباني في حسن خلقه وجمال تكوينه فقال تعالى:
{ لقد خلقنا الإنكن في أحسن تقويم } (التين/4)
ومن الواضح ان هذا التكريم السابق على إيجاد الإنسان والمصاحب لذلك الإيجاد لايختص بالرجل فقط وإنما هو شامل للرجل والمرأة على حد سواء، والحصيلة من كل الذي ذكرناه أن التكريم لهذا المخلوق ذكره وانثاه من أخص خصائصه وأوضح مميزاته وشكله وطبائعه تتناسب ودوره في الحياة. وجعل له حرية التقرير وتحديد المصير إذ لايعقل أن يجتمع قهره وقسره على مصيره مع كونه مكرماً معظماً والحقيقة التي لابد من كشفها لأبنائنا بشبابه وشاباته مايراد لهم من تدمير في خلقهم وأخلاقهم بعد أن غدا معظم الشباب في ذاته وفي كثير من جوانب شخصيته سلعة خاضعة للمقاييس التي تخضع لها أية سلعة استهلاكية تعرض في الحوانيت أو على الأرصفة فأنت ترى المرأة في صفحات الإعلام كما ترى الرجل بشكل الدمى وبصورة مقززة بعيدة من القيم الإسلامية والعربية والإنسانية. فارتفعت تلك الأصوات الحاقدة على الإسلام العزيز من بعض المستشرقين الكفرة والإلحاديين وأذنابهم منادين بالمساواة ثم الغاء ماخص به الله كل مخلوق والهدف هو القضاء على البقية الباقية في المجتمعات الإسلامية. والا فهل تخنث الرجال سمة حضارية ؟! وما الذي يتبقى من كرامة الرجل وهيبته وأنت تراه قد ارتدى قلادة او سواراً.
وهل ارتداء المراة ربطة العنق والبنطال وقص الشعر بطريقة الرجال هو تحرير من قيود مفروضة؟! لقد قال رسول الله (صل الله عليه وسلم): (لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء).
يريد الإسلام للإنسان كل احترام وأن يخرج بزيه الطبيعي سواء في ذلك الرجال أو النساء وأن لا يتزين الرجل بزي المرأة ولا المرأة بزي الرجل إذ قال رسول الله (صل الله عليه وسلم): ( لعن رسول الله(صل الله عليه وسلم ) الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ).
أين يكمن الجمال؟
تسعى كل إمرأة للحصول على الجمال وتبذل الأموال الطائلة سعياً خلفه، وتتنافس الشركات في خداعها، وتجري المسكينة لاهثة خلفه متناسية أن حقيقة الجمال تكمن في جمال الروح، فجمال الوجه زائل لايدوم ومع الأيام تذبل تلك الوجنات الجميلة وتغور تلك العيون ولايبقى من الجمال شيء، إذن، كيف يحصل الإنسان على جمال دائم لايزول، إن ذلك يكمن في جمال الروح الدائم الذي لايزول فكم من امرأة جميلة الوجه لاترى من جمالها شيئا وتشمئز نفسك منها، لبشاعة سلوكها وقبح جوهرها، وكم من امرأة ليست بجميلة الوجه هي مثل أعلى ومحط إعجاب الجميع بحسن خلقها وعفتها، وكم من رجل وسيم يعجبك لأول وهلة وما أن تتعرف حقيقته حتى يسقط من عينيك، فجمال كل إمراة يكمن في عفتها وحيائها وأدبها، ورحم الله القائل:
زينة البنت الأدب لابحسن أو ذهب
فتلك هي التي يطمئن الرجل لها ويفخر أن تكون زوجته، فيأمن على عرضه وبينه وأولاده، أما وسامة الرجل فتكمن في مواقفه ودينه وخلقه وحسن تعامله لابعضلاته المفتولة وشاربه، فكم من الذكور من تراهم وتأسف على أحوالهم، ممن لا يمتلكون غيرة على أعراضهم وممن ينتهكون الحرمات ويقذفون المحصنات ويرتدون ماتشمئز منه النفوس، علينا أن نسعى إلى جمال دائم لايزول يبقى حتى بعد رحيلنا من عالم الدنيا الزائل حين يذكرنا الناس بالفخر والاعتزاز ويرافقنا شيء واحد في ذلك القبر المظلم يوم يبلى الجسد وتنال حشرات الأرض من أجسادنا، يبقى العمل الصالح شفيعاً لنا في آخرتنا ويبقى عبق طهر أرواحنا ذكرى تخلدنا في غيابنا.
انتهى الموضوع ...
تعليقات
إرسال تعليق