القائمة الرئيسية

الصفحات

حرمة تكفير المسلم 

الإسلام دين الرحمة والإنسانية ولقد كرم الله تعالى الإنسان وفضله على كثير من مخلوقاته وسخر له مافي الكون ينتفع به، ومن جملة تكريم الله تعالى للإنسان أن الله تعالى أمر بحفظ النفس الإنسانية وأمر بالقصاص على من يزهق نفسا خلقها الله بغير ذنب، ثم جاءت السنة النبوية تحذرنا من آفـة عظيمة وخطرة تستبيح حرمة ما أمر الله بحفظه إذ ابتدعها أعداء الإسلام ألا وهي التكفير، 




فقد قال (صل الله عليه وسلم): 
(كفوا عن أهل لا إله إلا الله لاتكفروهم بذنب فمن كفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب)، 
وقال (صل الله عليه وسلم) أيضاً: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فهو المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا) 
إن خطورة التكفير تكمن في استباحة حرمة المسلم، ودمه وماله وعرضه. في وقت عصم الله ورسوله دماء من قال لا إله إلا الله. 
قال (صل الله عليه وسلم) : إني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال : لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله حتى يلقى الله تعالى.

أي من قال لا إله إلا الله فقد عصم دمه وماله حتى يلقى الله فيكون حسابه على الله تعالى، لكن هؤلاء المتطرفين راحو يكفرون بحسب أهوائهم ونسوا ان الله تعالى رقيب عليهم سيحاسبهم على جرمهم ، وتشويههم للإسلام، الذي تجلى للانسانية في صورة (لا إله إلا الله) التي صدح بها وارث ابراهیم (عليه السلام) خاتم النبيين وسيد المرسلين ومظهر
دين التوحيد الرسول محمد(صل الله عليه وسلم) بقوله: (يا أيها الناس: قولوا لا إله الا الله تفلحوا ). بها ابتدأ شعار التوحيد والسلام والمؤاخاة فكان الناس كما قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) (صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) فبعد شهادة لا اله الا الله جاءت الشهادة والإقرار لمحمد بن عبد الله (صل الله عليه وسلم) بالرسالة الإلهية لتنطلق رحلة التسليم والإيمان نحو الله سبحانه وتعالى ويقف الإسلام في مواجهة الشرك والإلحاد وأصحاب السلطة والجاه من طواغيت الأرض.
فبهاتين الشهادتين تتحقق وحدة العقيدة الإسلامية في أساسيها الأوليين وهما توحيد الله والتسليم بالرسالة الإلهية فتقوم العلاقة الإنسانية على أساس هذه العقيدة في الحقوق والواجبات وحفظ الحرمات، فعن رسول الله (صل الله عليه وسلم) قال: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله عرضه ). 
 من هنا تعرف كيف حصن الإسلام المسلم وبذلك تتم الحجة الشرعية على إسلام من نطق بالشهادتين ويحرم حينئذ نفي أصل الإسلام عنه وتكفيره في العقيدة وإن صدر منه مايخالف أحكام الإسلام التفصيلية وضمن الحقوق التي أوجبها الله والدين له في حقن وحرمة دمه وماله وعرضه.
فلا يجوز رميه بالكفر، وإن من جوز تكفيره ممن أراد تفتيت وحدة المسلمين وتمزيق شملهم فلقد احتمل بذلك زوراً وبهتاناً. كما قال رسول الله (صل الله عليه وسلم).
ثم قال (صل الله عليه وسلم) (من قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله ومن قتل نفسا بشيء عذبه الله بما قتل) من هذا الموروث الرسالي الذي اتفقت عليه المذاهب الإسلامية مؤكدة عدم أحقية أيه جهة بتغيير أو تلاعب به بزيادة أو نقص أو تحريف. 
فكيف يحق لمن يدعي الإسلام أن يكفر الآخرين الذين يجمعهم جميعا قول لا اله الا الله أو يظلهم الإسلام، فالاسلام دين المحبة والسلام يسعى لإسعاد البشرية جمعاء فمن يدعي الإسلام لايمكن أن يخالف أوامره بتكفير أخيه فكما قال (صل الله عليه وسلم) (المسلم أخو لمسلم لايظلمه ولا يخذله ). 
فإن من يسعى لتكفير المسلمين، أو يبيح قتلهم فهو إلى الكفر أقرب كما بينا في أحاديث رسول الله (صل الله عليه وسلم) سابقاً؛ إذ إنه يشوه الإسلام ويمزق شمل المسلمين وسيبوء بغضب الله العلي العظيم. 

انتهى الموضوع ...

تعليقات

التنقل السريع