القائمة الرئيسية

الصفحات

الرياء

إن حقيقة الرياء من الرؤية البصرية، وذلك بأن يؤدي المراثي العادات أمام الناس لكي يرى أنه يعمل العمل الذي هو من العبادة، إما صلاة ، أو تلاوة ، أو ذكراً ، أو صدقة، أو حجاً ، أو جهاداً، أو امتثال أمر، أو اجتناب نهي، ونحو ذلك ، لا لطلب ما عند الله ، ولكن من اجل أن يراه الناس على ذلك، فيثنوا عليه به. هذا هو الرياء، وقد يكون الرياء في أصل العقيدة (الإسلام) كرياء المنافقين. 




والرياء مصدر راءي يرائي مراءاة ورياء، وهو أن يري الناس أنه يعمل عملا على صفة، وهو يضمر في قلبه صفة أخرى، فهو مستحق للذم والعقاب، ولا ثواب له إلا فيما خلصت فيه النية الله تعالى. 
وحقيقة الرياء طلب ما في الدنيا بادعاء العبادة، والغاية منه طلب المنزلة في قلوب الناس.
والرياء خلق ذميم، وهو من صفات المنافقين، قال تعالى:
{ وإذا قاموا إلى الصلوة قاموا كسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } (النساء : ١٤٢)

وفي خبر الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، وهم: « رجل قاتل في الجهاد حتى قتل، ليقال: جريء، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ليقال: عالم وقارئ، ورجل تصدق ليقال: جواد ».

أقسام الرياء:

1 - الرياء بالعقيدة: 
بإظهار الإيمان وإخفاء الكفر، وهذا هو النفاق وهو أشدها منكراً وخطراً على المسلمين، لخفاء كيده، وتستره بظلام النفاق. 
۲ - الرياء بالعبادة مع صحة العقيدة: 
وذلك بممارسة العبادات أمام ملأ الناس ، مراءاة لهم، ونبذها في الخلوة والسر، كالتظاهر بالصلاة ، والصيام ، وإطالة الركوع والسجود والتأني بالقراءة والأذكار وارتياد المساجد، وشهود الجماعة، ونحوه من صور الرياء، في صميم العبادة أو مكملاتها، وهنا يغدو المرائي أشد إثماً من تارك العبادة، لاستخفافه بالله عز وجل، وخداعه الناس. 
3 - الرياء بالأفعال: 
كالتظاهر بالخشوع، وتطويل اللحية، ووسم الجبهة بأثر السجود. وارتداء الملابس الخشنة ونحوه من مظاهر الزهد والتقشف الزائفة. 
4 - الرياء بالأقوال: 
كالتشدق بالحكمة، والمراءاة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتذكير بالثواب والعقاب كذباً وخداعاً.

من دواعي الرياء:

1 - حب الجاه، وهو من أهم أسباب المراءاة ودواعيه. 
2 - خوف النقد، وهو دافع على المراءاة بالعبادة، وأعمال الخير، خشية من الذم والنقد. 
3 - الطمع، وهو من محفزات الرياء وأهدافه التي يستهدفها الطامعون، إشباعاً لأطماعهم. 
4 - التستر: وهو باعث على تظاهر المجرمين بمظاهر الصلاح المزيفة، إخفاء لجرائمهم. وتسترا عن الأعين.

ولا ريب في أن تلك الدواعي هي من مكايد الشيطان، وأشراكه الخطيرة التي يأسر بها الناس، من ضعاف الإيمان.
ولهذا ينبغي للمسلم البعد من الرياء والحذر من الوقوع فيه، وهناك أمور تعين على البعد منه.

كيفية البعد من الرياء:

۱ - تقوية الإيمان في القلب، ليعظم خوف العبد من ربه؛ ويعرض عمن سواه؛ ولأن قوة الإيمان في القلب من أعظم الأسباب التي يعصم الله بها العبد من وساوس الشيطان، ومن الانقياد لشهوات النفس. 

٢ - الالتجاء إلى الله تعالى ودعاء المرء أن يعيده الله تعالى من شر نفسه ومن شرور الشيطان ووساوسه، وأن يرزقه الإخلاص في جميع أعماله . 

3 – تذكر العقوبات الأخروية العظيمة التي يجزى بها المرائي، ومن أعظمها أنه من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة. 

4 - معرفة أن نظرة الناس واستحقارهم للمرائي؛ لأنه يضيع ثواب عمله الذي هو سبب لفوزه بالجنة ونجاته من عذاب القبر وشدائد القيامة وعذاب النار من أجل مدح الناس والحصول على منزلة عند المخلوقين، فهو يبحث عن رضا المخلوق بمعصية الخالق. 

5 - الحرص على عدم الوقوع في الرياء، وذلك بالحرص على إخفاء العبادات المستحبة، ودفع الرياء عندما يخطر بالقلب، وبالبعد من مجالسة المداحين وأهل الرياء، ونحو ذلك.

ولابد من التنبيه على مسألة يحسن التنبيه عليها أنه لا يجوز للمسلم أن يرمي مسلما آخر بالرياء، فإن الرياء من أعمال القلوب ولا يعلمه إلا علام الغيوب، واتهام المسلمين بالرياء هو من أعمال المنافقين. 
ولقد أساء أهل الرياء والنفاق إلى الإسلام، لذا على المسلم حين يرى سوء تصرفاتهم ألا ينسبها إلى الإسلام ولاينسب هؤلاء الأدعياء إلى المسلمين فالإسلام خلق والتزام وقيم عليا لابلحية كثة أو جبهة موسومة، والله سبحانه وتعالى بريء من هؤلاء الأدعياء.


انتهى الموضوع ...

تعليقات

التنقل السريع