نبي الله إلياس (عليه السلام)
(بسم الله الرحمٰن الرحيم)
{ وإن إلياس لمن المرسلين (١٢٣) إذ قال لقومه ألا تتقون (١٢٤) أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخلقين (١٢٥) الله ربكم ورب ابابكم الأولين (١٢٦) فكذبوه انهم لمحضرون (١٢٧) إلا عباد الله المخلصين (١٢٨) وتركنا عليه في الآخرين (١٢٩) سلم على ال ياسين (١٣٠) إنا كذلك نجزى المحسنين (١٣١) إنه من عبادنا المؤمنين (١٣٢) (الصافات ۱۲۳-۱۳۲)
{ وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصلحين } (الأنعام-85).
نسبه
إن الياس (عليه السلام) من ذرية إبراهيم الخليل وينتهي نسبه إلى هارون (عليه السلام) أخي موسى (عليه السلام) لم يستجب إلى دعوته من قومه إلا القليل. وأصر أكثرهم على شركهم وعلى تكذيبه ولم يكترثوا لأقواله ونصائحه، الأمر الذي عرضهم لسخط العزيز الجبار ووعيده { فإنهم لمحضرون } فيمثلون أمام محكمة الله تعالى.
أراد نبي الله إلياس (عليه السلام) أن يستثير عقولهم ويفتح عيونهم على قضية مهمة وواضحة، وهي أن المستحق للعبادة، هو من بيده زمام الخلق والتدبير، والله تعالى وحده من يملك هذين الأمرين، فهو أحسن الخالقين، وهو الرب المدبر لأمر الخلق أجمعين. لقد ضل أهل القرية بعبادتهم لصنمهم (بعل) كل ضلال؛ لأنهم اتخذوه إلها يعبدونه وربا يرجونه ويتوسلونه فتراهم يقدمون إليه القرابين والنذور.. ويسعون اليه بمرضاهم راجين منه لهم الشفاء.. وكان أهل القرية يرون أن صنمهم (بعلا) لا يجلب لهم خيرا ولا يدفع عنهم الشر، لكنهم يصرون على عبادته إصرارا بعد ان زين لهم الشيطان سوء ظنهم فرأوه حسنا.. وباسم هذا الصنم (بعل) سميت مدينتهم (بعلبك) بالشام، وشاء الله سبحانه ان ينقذ أهل هذه القرية من ضلالها البعيد، فأرسل اليهم نبيا كريما هو (إلياس) وهو كما ذكرنا من سبط هارون اخي موسى عليهما السلام { وإنّ إلياس لمن المرسلين } (الصافات: ١٢٣)
الكرام الذين أرسلهم الله لهداية الناس، فأقبـل علـى قـومـه يبلغهم رسالة ربه، وخوفهم من الله؛ لأنهم يعبدون غيره فقال لهم {ألا تتقون} وراح إلياس (عليه السلام) ينكر على قومه عبادتهم الصنم الأصم وتركهم عبادة الله الخالق الكريم فقال { اتدعون بعلا وتذرون أحسن الخلقين }. لكن أكثر قوم إلياس لم يصدقوه ولم يؤمنوا به فكذبوه وماداموا كذبوا نبيهم (فإنهم لمحضرون) فسوف تحضرهم الزبانية في النار يوم القيامة، لينالوا العذاب والعقاب الذي يستحقون.
لكن عباد الله المخلصين وهم المؤمنين منهم الذين استجابوا لرسولهم، فإنهم نجوا من العذاب ولم يكتف المكذبون من قوم إلياس (عليه السلام) بتكذيبه، بل انهم عزموا على قتله فهرب منهم واختفى عنهم وانطلق هاربا من قومه حتى لجأ إلى كهف في الجبل فأقام فيه بضع عشرات من الليالي، وحيدا تغمره رحمة ربه، ويفيض عليه لطفه. ولما أدى إلياس رسالة ربه إلى قومه، وصبر على تكذيبهم إياه وعزمهم على قتله.. اكرمه الله خير إكرام، فأثنى عليه ثناء حسنا يجري على لسان من يأتي بعده الى يوم الدين، وسجل سبحانه وتعالى هذا الثناء الحسن في كتابه العزيز فقال { سلم على إلى ياسين } (الصافات / ۱۳۰) سلام من الله عليه وعلى الذين آمنوا به.
انتهى الموضوع ...
تعليقات
إرسال تعليق